وفي عام 2014، أجبر الصراع والاضطهاد معدل 42 ألف و 500 فرد يومياً على مغادرة منازلهم بحثاً عن الحماية في مكان آخر، سواء داخل حدود بلدهم أو كلاجئين في بلدان أخرى.
ولقد بدأت آثار التمدد الاقليمي للصراع السوري تتخذ ابعاداً مأساوية. ويوجد في الوقت الحاضر 14 مليون شخص نازح بسبب الأزمات المترابطة في سوريا والعراق. ففي عام 2014 وحده، أصبح مليون و 55 ألف سوري لاجئين، من بينهم نحو 250 ألفاً لجأوا إلى العراق، حيث يوجد نسبة 97 % منهم في اقليم كوردستان. كما تستضيف البلاد أكثر من 40 ألف لاجىء من ايران وتركيا وفلسطين والسودان.
وهناك ثلاثة ملايين شخص نزحوا داخل العراق منذ كانون الثاني 2014 ، بالإضافة الى ما يقدر بمليون شخص نازح في الداخل قبل ذلك التاريخ. وهذه الأرقام مروعة ومن المؤسف أنها في تزايد يوماً بعد يوم.
وإذا لا تظهر بوادر على تخفيف حدة الصراع الذي طال أمده في سوريا، يتضاءل الأمل بين اللاجئين السوريين في إمكانية العودة الى ديارهم، وهم يستنفذون مواردهم ويكافحون من أجل إيجاد فرصة للعمل ويواجهون المصاعب مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الاقليم.
ولقد ازداد عدد الأشخاص الذين في حاجة الى المساعدات المنقذة للحياة في العراق الى أربعة أضعاف خلال 12 شهراً فقط. و يقدر عدد الأشخاص الذين في حاجة للمساعدة في الوقت الحاضر بنحو 8 ملايين و 200 ألف . ونصف مجموع العوائل النازحة تفتقر إلى المأوى المناسب والاحتياجات الأساسية الأخرى وقد اضطروا للعيش في بنايات مهجورة وهياكل موقتة.
ويقول السيد برونو جيدو، الممثل الجديد للمفوضية السامية للامم المتحدة لشوون اللاجئين في العراق "ان الاحتفال بيوم اللاجيء العالمي في 20 حزيران يذكرنا بالملايين من الناس الذين اضطروا للخروج من منازلهم وتفرقت عوائلهم وأُجبروا على الفرار بحثاً عن الأمان والحماية. أنه يوم لتكريم أولئك الذين رغم مواجهة المحن واصلوا إظهار الإرادة للبقاء على الحياة واعادة بناء حياتهم."
وأضاف السيد جيدو قائلا "اليوم، ينبغي أن نحاول أن نضع أنفسنا في مكان لاجىء أو نازح داخلياً، ولو للحظة، ونتأمل كيف يمكن أن تتغير حياتنا إذا ما اضطررنا الى الفرار من ديارنا، دون الحصول على المأوى والوثائق والغذاء والتعليم والصحة ودون وظيفة لإعالة أُ سرِّنا. يمكن أن يصبح كل شخص لاجئاً، ويمكن أن يقع ضحية للاضطهاد وأن يُجْبر على مغادرة منزله. إن العمل سويةً للتخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين في العراق هو واجب أخلاقي."
لأن لاجئاً واحد اً أو نازحاً واحداً بدون أمل هو رقم أكبر من أن يُحتمل.